مقتطفات من ما قرأت قال الإمام الشافعي رحمه الله: سافر تجد عوضًا عمن تفارقه ****وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ إني رأيت وقوف الماء يفسده **** إ ْن سال طاب وإ ْن لم يجر لم يطبِ والأسد لولا فراق الغاب ما افترست *** والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ والتبر كالتراب ملقى في أماكنه*** والعود في أرضه نوع من الحطبِ سنين تنقضي وأعوام تمر، وكل واحدٍ منا يمضي في طريقه التي اختارها وارتضاها لنفسه، فقليل منا ماضٍ في طريق نهضة الأمة، وبعضنا يمشي في طريق أحلامه ومصالحه الشخصية، وكثيرون هم من يزحفون في طريق المجهول !! طريق بدأت ولا بد لها من نهاية، فاحرص أن تكون نهاايتك مشرقة مشرفة، واجعل نهضة الأمة دومًا أكبر همومك.. نحن في هذه الدنيا عابرو سبيل، نمضي في مشوار حياتنا، تتقاذفنا الأمواج تارة، وتحتضننا نسمات الهواء تارة أخرى، فيكون لنا من ذلك عبرات وعظات، وخواطري هذه ليست حصيلة سنين غربة قضيتها خارج حدود وطني فحسب، فكلنا حتى في أوطاننا "غرباء" !! * علمتني غربتي أن أكثر السفر والترحال، وأن أجوب بلاد الله لا من أجل المتعة بل من أجل العبرة، ففي ترحالك وتنقلك بين البلاد تزويد لها بخبرات ما كنت لتحصل عليها وأنت بين أهلك، وفي ترحالك وسفرك تعويد لنفسك على تحمل المسؤولية واستقلال بذاتك، فغربتك ستذيقك من حلاوها ومرارها، وقد تكويك أحيانًا بنارها، ولكن في ذلك تهذيبًا لنفسك، وصق ً لا لها... ستلتقي في سفرك بأناس من جنسيات مختلفة، ما كنت لتلتقيهم في بلدك، وستتعامل مع هؤلاء، وفي ذلك فرصٌة عظيمٌة لك للتكيف معهم، وتعّلم فن التعامل مع الناس على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم، وذلك أمر ليس بسهل، فكثير من الناس يعجزون عن التفاهم والتعامل مع أناس من جنسيات مختلفة، بل إن بعضهم يخشى حتى المحاولة!! في غربتك ستلتقي بشخصيات كثيرة، وستقيم علاقات جيدة، وستحصل على فرص عظيمة، وستكتسب خبرًة ما كنت أبدًا لتكتسبها لو لم تسافر... سر في الأرض، وتعرف على ثقافات الأمم، وإياك أن تسخر من عادات بلد من البلدان، أو أن تتكبر عليهم فتخبرهم أن عادات بلدك أفضل وأحسن، بل احترم عادات الشعوب كلها، فالله خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف...